image

كيف يكافح التدقيق الداخلي الإحتيال؟

يساعد التدقيق الداخلي الإدارة في الجهود التي تبذلها لتأسيس ثقافة تحتضن الأخلاق والأمانة والنزاهة، وذلك من خلال تقييم الضوابط الداخلية (أنظمة الرقابة الداخلية) التي تستخدم لاكتشاف أو للتخفيف من آثار الاحتيال وأيضا من خلال قياس تقييم الإدارة للمخاطر و المشاركة في أي تحقيق عن عمليات الاحتيال. 

رغم أنه من مسؤوليات الإدارة وضع  الضوابط الداخلية لمكافحة و اكتشاف والتخفيف من الاحتيال، فإن المدققين الداخليين يُعْتبرون الموارد المناسبة لتقييم مدى كفاءة الخطوات التي نفذتها الإدارة. وعليه، وبناءا على توجيهات الإدارة، المجلس، لجنة التدقيق وأي سلطة مختصة، يمكن أن يلعب المدققون الداخليون مختلف الأدوار في مجالات الاستشارة،التطمين، التعاون، النصح، المراقبة والتحقيق في عملية إدارة الاحتيال في المؤسسة. 

إن المدققين الداخليين المحترفين الكفؤين يمتلكون حرفية عالية في توظيف التقنيات الخاصة بتقييم الضوابط الداخلية. تلك المهنية مضافا إليها تفهمهم لمؤشرات الاحتيال تمكنهم من تحديد مخاطر الاحتيال التي تتعرض لها المؤسسة وتقديم المشورة والنصح للإدارة في اتخاذ الخطوات الضرورية إذا ما وجدت مؤشرات لذلك. 

المكافحة
إن إنشاء ثقافة النزاهة يعتبر عنصرا حاسما في مكافحة الاحتيال. يجب على الإدارة التنفيذية وضع النهج العام وإعطاء أعلى نموذج من النزاهة.

قد ينصح المدقق الداخلي الإدارة عن طرق ضمان النزاهة وقد يشارك في تبليغ وتفسير تلك الطرق. وقد يساعد أيضا في تقديم التدريب الخاص بسياسات النزاهة والاحتيال. 

كجزء من أنشطتهم الخاصة بالتطمين، يرصد المدققون الداخليون مخاطر الاحتيال المحتملة، كما يقومون بتحديد مدى ملائمة الضوابط الرقابية ذات العلاقة ورفع توصياتهم للتحسين. وقد يقومون بالمساعدة في بمقارنة الإحصائيات الخاصة باحتمالية حدوث ونتائج عمليات الاحتيال. 

الكشف
بحكم معرفة ودراية المدقق الداخلي  بالعمليات الرئيسية في جميع أنحاء المؤسسة وامتلاكه لخطوط اتصال مباشرة مع المجلس التنفيذي والموظفين، فإن بإمكانه لعب دور مهم في كشف الاحتيال. في الكثير من المؤسسات، يكون الرئيس التنفيذي للتدقيق مسئولا عن التعامل مع القضايا المرفوعة من خلال الخط الساخن الخاص بأخلاقيات المهنة أو أي عملية أخرى قد تؤدي لاكتشاف الاحتيال. 

عندما يقوم المدقق الداخلي بوضع خطة التدقيق السنوية، فإنه يأخذ بعين الاعتبار تقييم المؤسسة لمخاطر الاحتيال وقد يقوم على نحو دوري بتقييم قدرات الإدارة الخاصة بكشف الاحتيال. ولأجل ذلك، يقوم المدقق بإجراء اختبارات مبنية على تقنيات التدقيق مثل استخراج البيانات للتأكد من فعالية أنظمة الرقابة الموجودة.   

التحقيق
إن مهارات المدقق الداخلي الخاصة بجمع الأدلة، وتحديد نقاط الضعف في الضوابط الرقابية والتي قد تسمح بحدوث الاحتيال و قيامه برفع توصيات للتحسين وارتباطه الوظيفي المباشر بالمجلس أو السلطة المختصة، يمنح المدقق الداخلي مستوى من الاستقلالية والموضوعية اللازم لتمكينه من إجراء تحقيقات ذات طبيعة حساسة. 
بالرغم من أن المدقق الداخلي قد يقوم بدور مباشر في التحقيقات الخاصة بحوادث الاحتيال، أو يكون موردا للمعنيين بذلك، لا يتوقع منه عادة أن يملك نفس خبرة و مهارة الأشخاص الذي تكون مهنتهم الرئيسية الكشف والتحقيق في عمليات الاحتيال. 

عندما تكون المهمة الرئيسية للمدقق الداخلي كشف الاحتيال، فإنه يجب عليه امتلاك القدرات و المهارات الرئيسية لهذه المهمة (عادة يتم الحصول عليها عن طريق تدريب خاص وخبرات ذات علاقة)  وربما يُمنَح ترخيصا معتمدا كمحقق احتيال أو محقق قضائي. 

المصادر والمراجع 

References: International Professional Practices Framework: Practice Advisories on Fraud